مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[إثبات إمامة الحسن والحسين وذريتهما $]

صفحة 208 - الجزء 1

[إثبات إمامة الحسن والحسين وذريتهما $]

  وأحَقُّ الناس بالناس وأولاهم بهم الحسنُ والحسينُ؛ لأنهما ذرية رسول اللّه ÷ وعَقِبُه، وليس للحسن فضلٌ على الحسين إلاَّ درجة الكِبَر، وكان القول من رسول اللّه ÷ فيهما واحداً، فهما ذرية رسول اللّه ÷، وهما أولى به من سائر الناس، وأولى الناس بعلي، لأن اللّه ø يقول: {وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}⁣[الأنفال: ٧٥]، وقال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}⁣[آل عمران: ٣٣ - ٣٤].

  وأخبر أنّ آل إبراهيم من الذريَّة، وقال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}⁣[الحديد: ٢٦]. وقال: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}⁣[الزخرف: ٢٨]. وقال: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ}⁣[الصافات: ٧٧].

  فَذُرِّية رسول اللّه ÷ وذرية علي أحقُّ بهما وبما تركا، وأولى الناس من غيرهم مِنْ سائر أهل البيت، لأنه ليس لأهل البيت حق إلا ولهما مثله، ولهما ماليس لأهل البيتِ من القرابةِ والحق.

  فإن قالوا: من أين علمتم أنهما ابنا رسول اللّه ÷؟

  فقولوا: من كتاب اللّه، إن اللّه تبارك وتعالى قال: {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ}⁣[النساء: ٢٢]، فكان رسول اللّه ÷ أباهما حرم اللّه عليهما في هذه الآية نساء النبي ÷؛ لأن رسول اللّه أبوهما. وقال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ}⁣[النساء: ٢٣]، فحرَّم اللّه على محمد ÷ بناته، فحرم فاطمة وولدها؛ لأن بناتها بناته وابناها ابناه.

  وقد أخبر اللّه ø أن محمداً ÷ أبوهما، وأنهما إبناه