مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[طلب الأذن بالمناظرة]

صفحة 286 - الجزء 1

  قال خالد بن صفوان: فما زلت أستنشده أشعار المهاجرين والأنصار في قتل عثمان وأخباره، وهو ينشدني ويحدثني، حتى استحييت منه، وقلت لنفسي: قد أكثرت على ابن رسول اللّه ÷ السؤال. وهو يقول: سَلْ عما بدا لك ياابن الأهتم، فعلى الخبير سقطت.

[طلب الأذن بالمناظرة]

  فقلت: يا ابن رسول اللّه إن ناساً من أهل الشام يزعمون أن معهم نَظَراً وفقهاً وحججاً، فإن أذنت لي أن أدخلهم عليك فيسألونك، ولعلك أن تقطعهم، ولعل كلامك أن يقع منهم كما وقع مِنيِّ، فأبايعك على مجاهدة عدوك وهم حضور، وأرجوا أنهم إذا سمعوا كلامك ونظروا إليَّ أبايعك يدخلون معي في بيعتك، ويبايعون إذا أنت كسرت عليهم حجتهم. فقال لي: إيت بهم إذا شئت.

[كلام الشامي]

  قال خالد بن صفوان: فأدخلتهم على الإمام أبي الحسين زيد بن علي - رحمة الله تعالى عليه وصلوات وإكرامه، وفيهم رجل قد انقادَ له جميع أهل الشام في البلاغة والبُصْرِ بالحُجَجِ، فلما دخلوا عليه سَلَّمُوا عليه ثم جلسوا، فقال لهم: ليتكلم متكلمكم.

  فتكلم الشامي البليغ، فذكر رسول اللّه ÷، ثم ذكر أبا بكر وعمر، إلى أن ذكر عثمان بن عفان أنه كان الخليفة والمظلوم، وكانت الجماعة معه وأنه إنما قُتِلَ مظلوماً، وأن اللّه ø رَدَّ الخلافة في موضعها، وهم قرابة عثمان! حين اجتمع الناس على بيعة معاوية بن أبي سفيان، ويزيد، وعبد الملك، والوليد، وسليمان، فجعل يذكر ملوك بني أمية واحداً واحداً، ويقول: إنه لم يكن جماعة قط إلا كانت على حَقٍّ، وهم أولى بالحق، وأهل الحق؛ لأنهم - يعني بني