مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[من هو أعمل الناس؟]

صفحة 187 - الجزء 1

[من هو أعمل الناس؟]

  ثم سألنا الفريقين عن أعمل الناس بالعدل من هو؟

  فقالوا: أدل الناس على العدل.

  ثم سألنا عن أدل الناس على العدل من هو؟

  قالوا: أهدى الناس إلى الحق، وأحق الناس أن يكون متبوعاً ولا يكون تابعاً.

  فقلنا: ما برهانكم عليه؟

  قالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}⁣[يونس: ٣٥](⁣١).

  فَدَلَّ ما اجمعت عليه الأمة من كتاب اللّه الذي لا اختلاف فيه على أن علي بن أبي طالب صلوات اللّه وسلامه عليه خير هذه الأمة، وأنه أتقى الأمة، وأنه إذا صار أتقى الأمة صار أخشاها، لأنه صار أعلم الأمة، وإذا صار أعلم الأمة، صار أدَلَّ الأمة على العدل، وإذا صار أدل الأمة على العدل، صار أهدى الأمة إلى الحق، وصار أحق الأمَّة أن يكون متبوعاً ولا يكون تابعاً، وأن يكون حاكماً ولا يكون محكوماً عليه، لأن اللّه تبارك وتعالى قال في كتابه: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}⁣[يونس: ٣٥].

  هذا ما أجمعت عليه الأمة بعد نبيها ÷، أجمعت على أن نبي الله ÷ مضى وخلف فينا كتاب اللّه تعالى الذي أُنْزِل عليه، وأمرنا أن نعمل بما فيه، وبَلَّغنا عن النبي صلى الله عليه وعلى أهل بيته


(١) روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١/ ٢٦٥ رقم (٣٦١) من طريق الضحاك عن ابن عباس قال: اختصم قوم إلى النبي ÷ فأمر بعض أصحابه فحكم بينهم فلم يرضوا به فأمر علياً فحكم بينهم فرضوا به. فقال لهم بعض المنافقين: حكم عليكم فلان فلم ترضوا به وحكم عليكم علياً فرضيتم بئس القوم أنتم. فأنزل اللّه الآية المذكورة.