[السور التي فيها ذم الكثرة]
  الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ٦٢}، فالقليلون هم: الذين استنقذهم اللّه سبحانه وتعالى من ولاية إبليس.
  وقال اللّه تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٨٥}.
  فافهموا عباد اللّه عن اللّه تعالى ما أخبركم به في كتابه، أن القليل من الأممة هي فئة اللّه الغالبون، التي يغلب اللّه بهم الكثرة، وأنهم أنصار اللّه، وأنهم خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، وأنهم أولياء للّه وأنهم أهل الذكر، وأهل الشكر، وأنهم الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وهم أهل البقية في دار إظهار الكفر، وأنهم أهل البقية الذين اتخذ اللّه تعالى من الأمم، وأنهم أهل العلم وزيادة الهدى، وأنهم الشهداء على الأمم، وأنهم أهل البأس على عدوهم، وأنهم الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه، وأنهم لم يبدلوا ولم يغيروا بعد أنبيائهم، وأنهم الشاكرون من خلقه، وأنهم أهل الفقه والتهجد، والمستغفرين بالأسحار، وأنهم الأمة الوسطة من الأمم، فأنزلوهم(١) منزلتهم، ولا تقولوا على اللّه مالا تعلمون.
[السور التي فيها ذم الكثرة]
  وقال في أهل الكثرة يذمهم ويسيء الثناء عليهم وينهى الصالحين عن اتباعهم
فقال في سورة البقرة
  {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ} (١٠٩)، وهم أهل التوارة - أمة موسى #، يقرون بالله
(١) في نسخة: فنزلوهم.