[من هو أعلم الناس؟]
  فقالوا: هم الخاشئون.
  فقلنا: ما برهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}[ق: ٣١ - ٣٣]. وقوله: {وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ٤٨ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: ٤٨ - ٤٩].
  فقبلنا منهم، وشهدنا أن المتقين هم الخاشئون.
  ثم سألنا الفريقين عن الخاشئين؟
  فقالوا: العلماء.
  فقلنا: هاتوا برهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}[فاطر: ٢٨].
  فقبلنا منهم، وشهدنا أن الخاشئين هم العلماء.
[من هو أعلم الناس؟]
  ثم سألنا الفريقين عن أعلم الناس من هو؟
  فقالوا: أعمل الناس بالعدل، وأهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبوعاً حاكماً ولا يكون تابعاً.
  فقلنا: ما برهانكم عليه؟
  فقالوا: قول اللّه تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}[المائدة: ٩٥]، فجعل الحكومة لأهل العدل وأهل العلم.