(3) من خطبة له خطب الناس بها بعد أن خرج
  من قتل نفساً يشك في ضلالتها كمن قتل نفساً بغير حق.
  عباد اللّه البصيرة ... البصيرة.
  قال أبو الجارود فقلت له: يا ابن رسول اللّه يبذل الرجل نفسه على غير بصيرة؟! قال: نعم، إن أكثر من ترى عشقت نفوسُهم الدنيا، فالطمع أرداهم إلا القليل الذين لا تخطر على قلوبهم الدنيا، ولا لها يسعون، فأولئك مني وأنا منهم.
(٣) من خطبة له خطب الناس بها بعد أن خرج
  قال أبو مخنف في أخبار مولانا أمير المؤمنين أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين $ جميعاً ما لفظه: فلما قام الإمام أمير المؤمنين أبي الحسين - ~، وعلى آبائه الطاهرين - بلغه أن غالية من الشيعة يقولون: نحن نحكم في دماء بني أمية وأموالهم برأينا، وكذلك نفعل برعيتهم، فلما بلغه ذلك صعد المنبر في الكوفة؛ فحمد الله تعالى، وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على النبي ÷ ثم قال:
  
  أيها الناس إنه لا يزال يبلغني منكم أن قائلاً يقول: إن بني أمية فَيْئٌ لنا، نخوض في دمائهم، ونرتع في أموالهم، ويقبل قولنا فيهم، وتُصَّدق دعوانا عليهم! حكم بِلا علم، وتجرم بلا روية، جزاء السيئة سيئة مثلها، عجباً(١) لمن نطق بذلك لسانه، وحدَّثته به نفسه، أبكتاب اللّه حكم(٢)؟ أم سنة(٣) نبيه ÷
(١) في نسخة: عجبت.
(٢) في نسخة: أخذ.
(٣) في نسخة: أم بسنة.