مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(2) ومن دعائه حين خرج من المدينة إلى الشام:

صفحة 392 - الجزء 1

  لأسْتَحْيِي من عَظَمَتِه أن أُفْضِيَ إليه بما أسْتَخْفِي به من عَبَدَ له، وبما إنَّه لَيَفْضَحُ مَنْ هو خيرٌ مِنِّي بما هو أدنى منه، ثمَّ ماكشفَ ربِّي ستراً، ولاسَلَّطَ عَلَيَّ فيه عَدُوّاً، فكم له عليَّ في ذلك من يَدٍ ويَدٍ ويَدٍ، ما أنا إن نَسِيتُها بِذَكُورٍ، وما أنا إن كَفَرْتُ بها بِشَكُورٍ، وماندمت عليها إن لم أعتبك منها، ربي لك العُتْبَى لَكَ العُتْبَى بما تُحِبُّ وتَرْضَى، فهذه يَدِي وناصيتي، مُقِرٌّ بِذَنْبِي، مُعْتَرِفٌ بَخَطِيْئَتي، إن أنكِرُها أُكَذَِّبْ، وإن أعترفُ بها أُعَذَّب، إن لم يَعْفُ الربُّ ويَغْفِرِ الذَّنْبَ، فإن يغفرْ فَتَكَرُّماً، وإن يُعَذِّبْ فبما قَدَّمَت يَدَايَ، وما اللّه بظلام للعبيد، فهو المُسْتَعَان لايزال يَعِيْنُ ضَعِيْفاً، ويُغِيْثُ مُسْتَغِيْثاً، ويُجِيْبُ داعياً، ويَكْشِفُ كَرْباً، ويَقْضِي حاجةَ ذي الحاجةِ في كل يوم وليلة.

  أجل أجل أجل إنه كذاك، وخَيْرٌ مِنْ ذَاكَ.

(٢) ومن دعائه حين خرج من المدينة إلى الشام:

  روى السيد العلامة محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين في كتابه (التحفة العنبرية في ذكر المجددين من أبيناء خير البرية) ما لفظه: ومنه دعائه # حين استقدمه هشام من المدينة الى الشام:

  اللَهُمَّ إنَّك تَعْلَمُ أني مُكْرَهٌ مَجْبُورٌ، مضطرٌ غيرُ مختارٍ، ولامالك لنفسي، اللَهُمَّ واكفني كَيْدَهُ، وألبِسْنِي جُبَّةَ عِزٍّ لكيلا أخشعَ لسلطانِه، ولا أرهب من جنوده، اللَهُمَّ وابسُط لِساني عليه بإعزازِ الحقِّ ونُصْرَتِه، كي أقولَ قولَ الحقِّ ولا تأخُذُنِي لومةُ لائم، ولا إذلالُ الجبَّارِين، اللَهُمَّ واجْمَعْ قَلْبِي عَلَى هِدَايتِكَ، وأرني من إِعزازِكَ إياي ما يَصْغُرُ به عندي مُلْكُه، وتَذِلُّ لي نَخْوتُه، اللَهُمَّ فاطْرَحِ الهيبة في قَلْبِه وذَلِّلْ لي نفسه، واحْبِسْ عَنِّي كَيْدَهُ.

  ثم قال: إني خارج عن وطني ودار هجرتي وما أراني إليها راجع.