مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

مقتل نصر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق رحمة الله عليهما

صفحة 94 - الجزء 1

  فخرج إليهم # وفي أحد مجنبتي خيله نصر بن خزيمة، وفي الأخرى معاوية بن إسحاق، فلما رآهم العباس نادى: يا أهل الشام الأرض الأرض، فنزل ناس كثير فاقتتلوا قتالاً شديداً في المعركة.

مقتل نصر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق رحمة الله عليهما

  وقد كان في أهل الشام رجل من بني عبس يقال له نائل بن فروة، قال ليوسف بن عمر: والله لئن ملأت عيني من نصر بن خزيمة لأقتلنه أو ليقتلني، فقال له يوسف: خذ هذا السيف، فأعطاه سيفاً لا يمر بشيء إلا قطعه، فلما التقى أصحاب زيد وأصحاب العباس المزني، أبصر نائلُ نصر بن خزيمة؛ فضربه فقطع فخذه، وضربه نصر فقتله؛ ومات نصر رحمة الله عليه.

  ثم إن زيداً # هزم أهل الشام وقتل منهم أكثر من مائتي رجل، فلما جنّ الليل ليل الجمعة كثر القتل والجراح في أصحاب زيد #، فجعل يدعو ويقول:

  (اللهم إن هؤلاء يقاتلون عدوك وعدو رسولك ودينك الذي ارتضيته لعبادك، فأجزهم أفضل ما جازيت أحداً من عبادك المؤمنين، ثم قال لأصحابه: أحيوا ليلتكم هذه بقراءة القرآن والدعاء والتهجد والتضرع إلى الله تعالى، فلا أعلم والله أنه أمسى على الأرض عصابة أنصح لله ولرسوله وللإسلام منكم⁣(⁣١)).

  ورجع أهل الشام فعبأهم يوسف فلما كان صباح الجمعة، خرج إليهم زيد # في أصحابه فشدّ عليهم حتى كشفهم ثم شد على الصف الثاني ثم على الصف الثالث، واقتتلوا في ذلك اليوم قتالاً شديداً.


(١) أمالي الإمام أبي طالب.