مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(1) ومن دعائه # في الإنابة والتضرع:

صفحة 391 - الجزء 1

(١) ومن دعائه # في الإنابة والتضرع:

  قال الإمام المرشد بالله في الأمالي الإثنينية: حدثنا الشريف أبو عبدالله العلوي: أخبرنا محمد بن علي بن الحكم، قال: أخبرنا محمد بن عمار العطار قراءة، قال: حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي، قال: حدثني عمرو بن عون الواسطي، قال: حدثنا خالد بن عبدالله، عن عبيدالله بن محمد بن عمر، قال: كان من دعاء زيد بن علي:

  اللَهُمَّ إني أسألك سُلُوّاً عن الدنيا، وبُغضاً لها ولأهلها، فإنَّ خَيْرَها زَهِيْدٌ، وشرَها عتيدٌ، وجَمْعَها يَنْفَدُ، وصَفْوَها يَرْنَقُ⁣(⁣١)، وجديدَها يَخْلَقُ⁣(⁣٢)، وخيرَها يَنْكَدُ، ومافات منها حَسْرَةٌ، وما أُصِيْبَ منها فِتْنَةٌ، إلا من نالته منك عِصْمَةٌ، أسألك اللَهُمَّ العِصْمَةَ منها، ولاتجعلنا ممن رضي بها، واطمأن إليها، فإِن مَنْ أمن منها فقد خانَتْهُ، ومن اطمأن إليها فقد فَجَعَتْهُ، فلم يُقِمْ في الذي كان فيه منها، ولم يَضْعَنْ عنها، وكَمْ رجلٍ غَرَّتْهُ غَبِيٍّ أُخّرَ للعذاب ومنزلته، ويموت بالعذاب وتشديده، فلا بالرضى بقي، ولا السخط منه نُسي، انقطعت عنه لذة الإسخاط، وبقيت تَبِعَةُ الانتقام منه، ولا يخلد في لذة، ولا يستقر في حياة، ولانفسه ماتت بموته، ولانفسه حييت بنشره⁣(⁣٣)، أعوذ بك اللَهُمَّ مِنْ مثل عَمَلِه ومثل مصيره.

  كم لي من ذَنْبٍ وذَنْبٍ، وسَرَفٍ بَعْدَ سَرَفٍ، قد سَتَره ربِّي وماكَشَفْ.

  أَجَلْ أَجَلْ أَجَلْ سترَ ربي فيه العَوْرَةَ، وأقَالَ فيه العَثْرَةَ، حتى أكثرتُ فيهِ من الإساءةِ، وأكثر رَبِّي فيه من المُعَافاة، وحتى أني لأخافُ أن أكون مُسْتَدْرَجاً، إني


(١) يرنق: يتكدر.

(٢) يَخْلَق: أي يبلى وينتهي.

(٣) في تاريخ دمشق: ولانفسه أحببت بشره.