مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

في ذكر من خرج مع الإمام زيد بن علي #

صفحة 97 - الجزء 1

  وقال بعضهم: لا بل نحتزّ رأسه، ثم نلقيه بين القتلى.

  فقال يحيى بن زيد: لا والله لا يأكل لحم أبي السباع.

  وقال بعضهم: نحمله إلى العباسية، فندفنه فيها، فقبلوا رأيه.

  فانطلقوا، فحفروا له حفرتين وفيها يومئذ ماء كثير، وغيّروا مجرى الماء، فلما صلّوا عليه ودفنوه أعادوا مجرى الماء، وكان معهم عبد سندي، فدلَّ ذلك العبدُ يوسفَ بنَ عمر على موضع القبر، فبعث إليه فاستخرجوه على بعير، ثم أقبلوا نحو القصر وقد شدّ بالحبال وعليه قميص أصفر هروي، فأُلقي من البعير على باب القصر كأنه جبل.

  وصُلب جسده الطاهر بالكناسة، وصُلب معه معاوية بن إسحاق، ونصر بن خزيمة، وزياد الهندي.

  وكان قَتْله # يوم الجمعة، الخامس والعشرين من المحرم، سنة مائة واثنتين وعشرين، وله من العمر سبع وأربعون سنة، وقيل ثلاث وأربعون.

في ذِكْر من خرج مع الإمام زيد بن علي #

  لما خرج الإمام زيد # ودعا الناس إلى بيعته سارع الناس إلى إجابته وبيعته، وكما يقول الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني في كتاب الدعامة في الإمامة:

  (إنه لما بهر فضله وتقدمه، وظهر علمه وبراعته، وعرف كماله الذي تقدم به أهلَ عصره وأبناءَ دهره، اجتمع طوائف الناس مع اختلاف آرائهم على مبايعته، فلم يكن الزيدي أحرص عليها من المعتزلي، ولا المعتزلي أسرع إليها من المرجئ، ولا المرجئ من الخارجي، فكانت بيعته # مشتملة على فرق الأمة مع اختلافها).