الرسالة المدنية
الرسالة المدنية
  مجموعة من جوابات الإمام زيد على أسئلة وردت إليه من المدينة
  
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله.
  قال الحسين بن زيد بن علي $: كتب أبي إلى أخٍ له من أهل المدينة كتاباً [قال فيه]:
  سلام عليك أما بعد: فإنا روينا عن النبي ÷، أنه قال: «الإيمانُ بضعٌ وستون شعبة أعلاها شهادة أن لاإله إلا اللّه» وحده لا شريك له والإقرار برسله $، والإيمان بهم، والتصديق بما بُعثوا به «وأدناها إماطَةُ الأذى عن الطريق».
  والإيمان: قولٌ باللسان، وتصديقٌ بالقلب، وعملٌ بالجوارح، إذا ذهب شيء من ذلك تَبِعَهُ الآخَر. والإيمان: نُزْهَةٌ فنزِّهوا الإيمان من الخبائث، واجتنبوا قَوْلَ الزُّور.
  * ذكرت أن قوماً قِبَلك يتولون قوماً مضوا على الإحداث في الدين، واتخذوا ذلك سنة. قلتَ: وهم لا يعلمون ذلك.
  أحببتَ أن تعلم رأيي في ذلك، فمن شهد للمُحْدِثين في دين اللّه تعالىأنهم من أهل الحق، وهو لا يعلم ذلك، فقد تهوك(١) في الباطل، واتبع هواه بغير هداية من اللّه، ولو علمهم مبطلين فشهد أنهم كانوا محقين، تمرداً وعتواً، كان في النار أشدَ عذاباً من الشاهد الذي لا يعلم، فإن اللّه ø قد قال في هؤلاء: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ}[البقرة: ١٦٦]،
(١) التهوك: الدخول في الشيء بدون نظر ولا مبالاة.