مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

الرسالة المدنية

صفحة 314 - الجزء 1

الرسالة المدنية

  مجموعة من جوابات الإمام زيد على أسئلة وردت إليه من المدينة

  

  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله.

  قال الحسين بن زيد بن علي $: كتب أبي إلى أخٍ له من أهل المدينة كتاباً [قال فيه]:

  سلام عليك أما بعد: فإنا روينا عن النبي ÷، أنه قال: «الإيمانُ بضعٌ وستون شعبة أعلاها شهادة أن لاإله إلا اللّه» وحده لا شريك له والإقرار برسله $، والإيمان بهم، والتصديق بما بُعثوا به «وأدناها إماطَةُ الأذى عن الطريق».

  والإيمان: قولٌ باللسان، وتصديقٌ بالقلب، وعملٌ بالجوارح، إذا ذهب شيء من ذلك تَبِعَهُ الآخَر. والإيمان: نُزْهَةٌ فنزِّهوا الإيمان من الخبائث، واجتنبوا قَوْلَ الزُّور.

  * ذكرت أن قوماً قِبَلك يتولون قوماً مضوا على الإحداث في الدين، واتخذوا ذلك سنة. قلتَ: وهم لا يعلمون ذلك.

  أحببتَ أن تعلم رأيي في ذلك، فمن شهد للمُحْدِثين في دين اللّه تعالىأنهم من أهل الحق، وهو لا يعلم ذلك، فقد تهوك⁣(⁣١) في الباطل، واتبع هواه بغير هداية من اللّه، ولو علمهم مبطلين فشهد أنهم كانوا محقين، تمرداً وعتواً، كان في النار أشدَ عذاباً من الشاهد الذي لا يعلم، فإن اللّه ø قد قال في هؤلاء: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ}⁣[البقرة: ١٦٦]،


(١) التهوك: الدخول في الشيء بدون نظر ولا مبالاة.