مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[في تسليم السارق إلى أهل الجور]

صفحة 357 - الجزء 1

  فنحن الذين مَلَّكَنا اللّه تعالى الملك وآتاناه، واسترعانا رِعَاية عباده، وذلك حين يقول سبحانه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}⁣[النساء: ٥٤]، ونحن الذين أعَزَّ اللّه تعالى، وَعَدونا من أذَلَّ اللّه تعالى، وإن كان عَدُوُنا غالباً بسلطان الجور، فالله برئ منه وممن زعم أنَّ أمره من اللّه تعالى.

  وكيف يكون كذلك واللّه تعالى يقول فيهم: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ}⁣[المائدة: ٤٤]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ}⁣[المائدة: ٤٥]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}⁣[المائدة: ٤٧]؟!

  كيف يسترعي اللّه سبحانه وتعالى الجائرين الكافرين الظالمين الفاسقين عِبَادَه، ويأتَمِنُهم على خَلَقِه، ويجعلُهم أئمة المؤمنين من بَرِيَّتِه، وأمناؤه على دِيْنِه، وما أفاء اللّه على المؤمنين من الكافرين به، وهو يقول: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ٤١ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ}⁣[القصص: ٤١ - ٤٢].

  وأنا أنهاك أن تَسْكُنَ بقلبك إلى ما هم فيه مُتْرفَون، وبه مُمُتَّعون، فتظن أنهم من اللّه تعالى بسبيل، فتهلك إذ ظننت بالله ظن السوء.

  وأوصيك بالله ø وبكتابه، وبأهل دِيْنِه فاللهُ تعالى لمن اعْتَصَم به وبكتابه وبأهل دِيْنِه مجيرٌ، والله سبحانه لمن اهتدى إليه أرأف وأرحم {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}⁣[الشعراء: ٢٢٧].

[في تسليم السارق إلى أهل الجور]

  وسأل حارثة أمير المؤمنين أبا الحسين زيد بن علي بن الحسين $ فقال: