مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[أسباب التفضيل]

صفحة 238 - الجزء 1

  وتَبْيِينِ الحقِ فيه، وسنةِ نبيه ÷، فهدى اللّه ø به الناس إلى ذلك، وأهداهم في الموثوق في حديثه وفهمه وفضله، فوصفه الحَّق لما يُعَرِّف المسلمين من معالم دينهم، ثم الإستقامة لهم عليه، ليس له أن يجوز بهم عن الحق وليس لهم أن يبتغوا غيره ما استقام لهم، ولم يكن آل محمد ÷ والحمدلله - على حال منذ فارقهم نبيهم ÷ إلا وفيهم رضاً عند من عرفه من المسلمين، في أنواع الخير التي يَفْضُل بها الناس، عَرَفَ ذلكَ مِنْ حقهم مَنْ عَرَفَه وأنكره من أنكره.

[أسباب التفضيل]

  ولعمري ماكُل قريش - وإن كانوا قوم النبي ÷ أهل فضل، لقد قال اللّه للنبي ÷: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ}⁣[الأنعام: ٦٦]، فإن منهم لأَوَّل من كَذَّبه، وإن منهم لأول من صَدَّقَه، فما جعل اللّه حقهم على الناس واحداً، حَقُّ من صدقه كحق من كذبه، فما عظمت نعمة اللّه على أحد من خلقه إلا زاد حق اللّه عليه تعظيماً.

  ومِنْ أداء حق اللّه وشكر نعمته العمل بطاعته والإجتناب لمعاصيه؛ فمن أَخَذَ يُفَضِّل نَفْسَهُ على الناس بغير نعمة من اللّه سيقت إليه أوسلفت، فهو حين يعرف الناس أنه عاص لله لاحَقَّ له ولا نعمة، غير إنما الحق لمن شكر النعمة وعمل بالطَّاعة التي إنما كانت قريش ابتليت بما ولوا من الناس، وابتلي الناس بهم، وسلطانهم عليهم، وملكتهم إياهم، وانتحالهم هذا الأمر دون الناسِ وأهلِ والقيام به عليهم.

  ما كل من قرأ القرآن من قريش يعلمه ولا يعدل فيه، لقد قال جل ثناؤه لبني إسرائيل: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}⁣[البقرة: ٧٨]، ثم قال: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ