[آل محمد أولى بالنبي ÷ من غيرهم من الناس]
  فانظروا في ذكر من كان قبلكم، وما جاء من مثلهم، هل يستقيم لأحد - اتبع الكتاب من اليهود والنصارى من قِبَل العرب والعجم - أن يقول نحن صفوة اللّه دون آل عمران؟ أو يقول نحن ورثنا الكتاب دونهم، ونحن أعلم بالكتاب منهم؟ فمن قال ذلك منهم فإن القرآن يكذبه، قال اللّه جل ثناؤه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ٥٣ هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[غافر: ٥٣ - ٥٤]، وقال تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٢٣ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}[السجدة: ٢٣ - ٢٤]، هذا ذكر بني إسرائيل في كتابهم.
  وبين لكم أنه اصطفى آل عمران، وأنه أورثهم الكتاب من بعد موسى، وأنه جعل منهم أئمة يهدون بأمره.
  ثم بين لكم في كتابه أنه اصطفى آل إبراهيم كما اصطفى آل عمران، ثم قال: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[فاطر: ٣٢].
[آل محمد أولى بالنبي ÷ من غيرهم من الناس]
  فإن زعم من خالف آل محمد صلى اللّه عليه من أهل هذه القبلة أنهم هم الذين أورثوا الكتاب، وأنهم هم أهل الصَّفوة، وإنما ذكر اللّه ø آل إبراهيم دون آل محمد ÷، [فهم أولى بآل إبراهيم](١) أم آل محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم أولى بآل إبراهيم؟ وقال جل ثناؤه: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}[النساء: ٥٤]، ثم ذكر ذلك في آي من الكتاب ستمر بهن وتعرف إن شاء اللّه أن لآل محمد صلى اللّه عليه منزلة في الصفوة والحبوة ليست لغيرهم، مع أنا نعرف أن اللّه ø قد جعل كُلَّ من تولى قوماً في
(١) ما بين القوسين بياض في الأصل وهو زيادة لتوضيح المعنى.