مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(2) جواب الإمام زيد على واصل بن عطاء في الإمامة

صفحة 352 - الجزء 1

(٢) جواب الإمام زيد على واصل بن عطاء في الإمامة

  سأل واصلُ بن عطاء⁣(⁣١) الإمامَ زيد أبا الحسين زيد بن علي @، هل الإمامة بالإختيار كانت فتكون، أو التَّعيين والنَّص؟

  فقال #: إن الإمامة أمانةُ اللّه عند أئمة الهدى، إن أدوها إليه سلموا من التَّبِعة فيها، واستحقوا الرعِّاية.

  فقال واصل: أجبني، وإن أحببت إعفائي أعفيتك.

  فقال #: سأكتب إليك برأيي في ذلك، وبما أعتقده في الإمامة.

  فقال واصل: حسبي حسبي أنا منتظر رسالتك.

  فقال الإمام الأعظم أبو الحسين زيد بن علي @:

  

  حاطَك اللّه أبا خذيفة، وعَصَمَك، وَوَفَّقَك، وسَدَّدَك، سألت عن الإمامة، فقلت: عن خَيرة كانت فتكون، أو عن نصوص؟ فأحْبَبْتُ أن أطرح خلاف الناس في ذلك، وما قاله كلُ فريقٍ، منهم إذْ قد عَنَيْتَنِي بمسألتك، وقَصَدْتَ تَحَرِّي قولي في ذلك. فأقول: الحمدلله على ما خَصَّ وَعَمّ من نِعَمٍ وإحسان، وتوفيق وامتنان، وصلى اللّه على خِيْرةِ اللّه من جميع خلقه، وبارك اللّه لنا ولك في المنقلب وفي المثوى.

  إن الإمامة أولُ خلافٍ وقع في الأمة بعد مُضِيِّ النبي ÷


(١) واصل بن عطاء الغزال، أبو حذيفة البصري، ولد بالمدينة، ونشأ بالبصرة ومات بها، من أئمة المعتزلة وعلمائهم وبلغائهم ورؤسائهم، وهو الذي انتسبت إليه الواصلية من المعتزلة، ومنه ومن عمرو بن عبيد سمو معتزلة؛ لأنهم اعتزلوا حلقة الحسن البصري فسماهم المعتزلة، فاشتهروا به، وله مؤلفات كثيرة، من الجهال من ينسب إلى زيد # أنه أخذ علم الكلام عن واصل بن عطاء، وهذا من نقل من لا خبرة له ولا اطلاع على أحوال الإمام زيد وتلامذته ومشائخه، وقد بينّاهم في الترجمة في مقدمة الكتاب.