[الإيمان الذي يستحق صاحبه دخول الجنة]
  وقال تعالى لمن حج بيته: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[البقرة: ٢٠٣] فلم يتقبل اللّه تبارك وتعالى حجاً ولا عملاً إلا من المتقين.
  وقال تبارك وتعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[الأعراف: ١٦٩].
  ومن قرأ القرآنَ فزعم أن اللّه تبارك وتعالى يغفر له أو لأحدٍ من أهل القبلة كبيرةً من الموجبات أتاها بغير توبةٍ، وأن اللّه تبارك وتعالى يُدْخِلُه الجنة بغير عمل يرضى به اللّه تعالى، فقد افترى على اللّه ø، وقال غير الحق، وشك في قول اللّه تعالى، واعتلج الحق والباطل في قلبه، فلم يدر أيهما يتبع، فهو في لبس من دينه يتردد في ضلالِه.
[الإيمان الذي يستحق صاحبه دخول الجنة]
  وإن أهل البدع والباطل سيقولون لك إن خاصمتهم: أتشهد على نفسك بأنك مؤمن؟ - يريدون بذلك عيبك. فإذا سألوك، فقل: نعم.
  فإنهم سيقولون لك: إنك قد شهدت على نفسك أنك من أهل الجنة، وأنك تقول: إن اللّه تبارك وتعالى لا يدخل مؤمناً النار.
  فإذا سألوك عن نفسك، فقل: أنا مؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيين والكتاب، وأنا مستكمل الإيمان بالقول والصفة.
  والإيمان حقيقته: العمل، فمن لم يُتِمَّ الإيمان بالعمل بطل قوله وصفته، وكان من أهل النار.