كتاب الجواب على المجبرة
كتاب الجواب على المجبرة
  
  قال الإمام زيد بن علي:
  المستفتحُ بالله تعالى مُهتدٍ، والمعتصم بِرَبِّه مقتدٍ، والمتوكل عليه مُوَفَّقٌ، والآخذ بدلائله مُصَدِّقٌ، فمن زَاغَ عن البيان رَدِيَ، ومن أنكر بَعْدَ المعرفة غَوِيَ، ومن اضْطَرَبَ في دِيْنِه شَقِيَ.
  وصلى اللّه على محمدٍ عبده ورسوله، بعثه اللّه ø عن زوال الدنيا مُخَبِّراً، وعن غُرُورِها مُحَذِّراً زاجراً، وبفراقها مخْبِراً، وعن المُنْكر ناهياً، وبالعدل والتوحيد مُنَادِياً، وللجَبْر والتَّشبيه نافياً، وإلى ثَوَاب اللّه سبحانه داعياً، فبلَّغ ÷ عن رَبِّه سماعاً، ولمن أجابه انتفاعاً، فليس بَعْدَه نبيٌ مبعوثٌ، ولا دِيْنٌ بعدَ دينه موروث، جعل اللّه سبحانه دِيْنَه للناظرين سراجاً وهَّاجاً، وسَهَّل إليه لِكُلٍّ سبيلاً ومِنْهَاجاً.
  أما بعد ..
  فإن اللّه سبحانه خلق الخلق لعبادته، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، ودعاهم برحمته إلى جَنَّته، واحْتَجَّ عليهم فأبلغ إِعْذَاراً وإِنْذَاراً. وَعْدُه الرحمة، وَوَعِيْدُه النِّقْمَة، لا يُخْلِفُ وَعْدَه، ولا يُكَذِّبُ رُسُلَهُ، ولا يُبْطِلُ حُجَجَه، ولا تَبْدُو له البَدَايا(١).
(١) بدا الشيء إذا ظهر، بمعنى أن يبدو له شيء كان غافلاً عنه، والله متنزه عن هذه الصفة المنبئة عن الجهل.