مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[مناقشة في تسمية بعض أهل الكبائر]

صفحة 173 - الجزء 1

  جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}⁣[الحديد: ١٢] فألحقهم بالذين كفروا، فسيقوا إلى جهنم زمراً.

[مناقشة في تسمية بعض أهل الكبائر]

  وسل أهل البدع والباطل عن رجل قال: أنا أشهد أن ما جاء به محمد ÷ حق، قد حرم اللّه لحم الخنزير وهو محرم على المؤمنين ولكن أشتهيه، فأمر بخنزير فذبح وأكل لحمه، حتى أكل خنازير، فكان آخر ذبيحة منها ذهب ليأكل منها، فدخل عظم من عظامه في حلقه فقتله في مجلسه ذلك.

  فسلهم عن هذا الرجل أهو كافر أو مؤمن؟ فإن قالوا: مؤمن من المؤمنين. تبين حمقهم وضلالهم.

  وإن قالوا: كافرٌ؛ فدعهم وباطلهم الذي ينتحلون، وطعام الخنزير ليس هو من طعام الأبرار ولكنه من طعام الكفار الذين كفروا بما جاء به محمد ÷.

  وسلهم عن رجل يقطع الطريق على المسلمين فجعل يَلْقَى كل يوم رجلاً من المسلمين فيقتله ويأخذ ماله، حتى قَتَلَ مائة نفس، فكان مع آخر من قتله لحم في سفرته، فجلس القاتل فأكل منه، فدخل في حلقه عظم من ذلك اللحم فقتله في مجلسه ذلك.

  فسلهم أمؤمن هو أم كافر؟ فإن قالوا لك: كافر. اضمحل باطلهم عنهم.

  وإن قالوا: مؤمن. فقل: لو أنكم حضرتموه حين مات أكنتم قائمين على قبره ومصلين عليه؟ فإن قالوا: لا. فقل لهم: شككتم في دينكم والتبس عليكم أمركم، وارتبتم في رأيكم، وإن قالوا لك: نصلي عليه. فقل لهم: أهو من المؤمنين الذين كان رسول اللّه أمر بالاستغفار لهم؟ فإن قالوا: نعم. فقل: كذبتم على ربكم تبارك وتعالى