[اختلاف الأمة في تعيين الخليفة]
  كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٦٨ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الأنفال: ٦٧ - ٦٩].
  فالذي(١) يخطئ مرة ويصيب مرة فليس ما يخطيء ويصيب بيقين ولا حجة ولا ثقة؛ ولكن الحجة عند اللّه الطاعة لله ولرسوله ÷، وما اجتمعت عليه الأمة بعد الرسول ÷(٢).
  وقد بين اللّه تبارك وتعالى في كتابه فقال: {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}[النساء: ٨٠]، والآخذون بما جاء به الرسول ÷ من كتاب اللّه والسُّنَّة، مطيعون لله وللرسول ÷، مستوجبون من اللّه تعالى الكرامة والرضوان، والتاركون لذلك عاصون لله ولرسوله ÷ مستوجبون من اللّه تعالى العذاب.
[اختلاف الأمة في تعيين الخليفة]
  أما بعد ..
  فإنا قوم لم ندرك النبي صلى اللّه عليه وعلى أهل بيته وسلم، ولا أحداً من أصحابه الذين اختلفوا بينهم(٣) فنعلم كيف كان الخلاف بينهم، ونعلم أي الفريقين أولى بالحق والصدق؛ فنتابعهم ونتولاهم ونكون معهم، كما قال اللّه تعالى في كتابه:
(١) في أنوار اليقين: والذي.
(٢) في أنوار اليقين: ولكن الحجة علينا عند الله تعالى لله ولرسوله، وما أجمعت عليه الأمة بعد الرسول مما جاء به الرسول، وسنة نبيه ÷.
(٣) لا خلاف أن الإمام زيد # أدرك بعض الصحابة كجابر بن عبدالله الأنصاري، وأبا الطفيل عامر بن واثلة، وغيرهما، فمراده بهذا الكلام أنه لم يدرك أحداً من الصحابة الذين وقع بينهم اختلاف.