مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[بعض آيات الوعيد لأهل القبلة]

صفحة 129 - الجزء 1

  وهي⁣(⁣١) خاصة بقوم محمد ÷ من المشركين، ليس منها اليهود ولا النصارى.

  وقول اللّه تبارك وتعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ٩٤}⁣[الشعراء]،. فالذين كبكبوا هم: الآلهة، {وَالْغَاوُونَ}: هم المشركون. {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ٩٥}⁣[الشعراء]: ذريته من الشياطين. {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ٩٩}⁣[الشعراء] هم: المشركون الذين ضلوا قبلهم واقتدوا بسُنَّتِهم.

  وتصديق أن ذلك في قوم محمد ÷ خاصة قوله الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ١٠٥}⁣[الشعراء]، {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ}⁣[الشعراء: ١٧٦]، فليس في هؤلاء اليهود الذين قالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٠]، ولا النصارى الذين قالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٠]، تبارك اللّه وتعالى علواً كبيراً، وسيدخل اللّه تعالى اليهود والنصارى النار، ولكن يذكر كل قوم بأعمالهم.

  وتصديق قولهم: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ}⁣[الشعراء: ٩٩]، قول اللّه تبارك وتعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ}⁣[الأعراف: ٣٨].

  فهؤلاء الآيات في أشباههن فيما نزل بمكة أنه تعالى لم يدخل النار إلا مشركاً.

[بعض آيات الوعيد لأهل القبلة]

  حتى إذا أمر اللّه تعالى محمداً ÷ بالخروج من مكة والهجرة إلى المدينة، كتب عليهم القتال.


(١) الآيات المتقدمة.