[بعض آيات الوعيد لأهل القبلة]
  وهي(١) خاصة بقوم محمد ÷ من المشركين، ليس منها اليهود ولا النصارى.
  وقول اللّه تبارك وتعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ٩٤}[الشعراء]،. فالذين كبكبوا هم: الآلهة، {وَالْغَاوُونَ}: هم المشركون. {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ٩٥}[الشعراء]: ذريته من الشياطين. {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ٩٩}[الشعراء] هم: المشركون الذين ضلوا قبلهم واقتدوا بسُنَّتِهم.
  وتصديق أن ذلك في قوم محمد ÷ خاصة قوله الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ١٠٥}[الشعراء]، {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ}[الشعراء: ١٧٦]، فليس في هؤلاء اليهود الذين قالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة: ٣٠]، ولا النصارى الذين قالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة: ٣٠]، تبارك اللّه وتعالى علواً كبيراً، وسيدخل اللّه تعالى اليهود والنصارى النار، ولكن يذكر كل قوم بأعمالهم.
  وتصديق قولهم: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ}[الشعراء: ٩٩]، قول اللّه تبارك وتعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنْ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ}[الأعراف: ٣٨].
  فهؤلاء الآيات في أشباههن فيما نزل بمكة أنه تعالى لم يدخل النار إلا مشركاً.
[بعض آيات الوعيد لأهل القبلة]
  حتى إذا أمر اللّه تعالى محمداً ÷ بالخروج من مكة والهجرة إلى المدينة، كتب عليهم القتال.
(١) الآيات المتقدمة.