[الدليل على ملازمة أهل البيت للقرآن]
  وَالْكِتَابَ}[العنكبوت: ٢٧]، فكيف يفرقون بين من لم يفرق اللّه بينه فقال تعالى: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}[النساء: ٥٤ - ٥٥]، فليس أحد أولى بإبراهيم من محمد صلى اللّه عليه وعلى أهل بيته وسلم، ولا أولى بمحمد ÷ منا، قال اللّه جل ثناؤه: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج: ٧٨]، وليس كل هذه الأمة بني إبراهيم، قال اللّه ø لبني إسرائيل: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}[الجاثية: ١٦]، وقال موسى لقومه: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ}[المائدة: ٢٠] في زمنهم الذي كانوا فيه، وقال محمد ÷: {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي}[الأنبياء: ٢٤] فقد ذكر اللّه ø أمرهم وأمرنا في الكتاب.
[الدليل على ملازمة أهل البيت للقرآن]
  فإن قلت: إن اللّه جعل الكتاب الذي بعث به محمداً ÷ رحمة للناس وهدى، فبذلك يريد جهال هذه الأمة أن يؤخرونا عنه، فإنه قد قال ø في التوراة والإنجيل مثلما قال في القرآن، قال: يامحمد {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ٣ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ}[آل عمران: ٣ - ٤].
  وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص: ٤٣].
  وقال ø: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً}[هود: ١٧].