مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الفرق بين جزاء المؤمن والكافر]

صفحة 148 - الجزء 1

  كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ ١٩ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ٢٠ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}⁣[الحج: ١٩ - ٢١].

  فسلهم عن هؤلاء الذين أدخلهم اللّه تعالى النار من أهل القبلة هل تُقَطَّع لهم ثياب من نار ويصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد؟ أم لهم إذا أدخلهم اللّه النار من الطعام الذي أطعمه اللّه أهل الجنة، والشراب الذي سقى اللّه تعالى أهل الجنة، والمساكن، والفُرُش، والأزواج، واللباس، والنمارق، والسرر المصفوفة، والآنية من الذهب والفضة، والكرامة التي أنزل اللّه تعالى بها أهل الجنة؟! فإنه ليس بينهما منزلة. فإن اللّه تعالى يقول: {تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}⁣[الرعد: ٣٥].

  وقال تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}⁣[التوبة: ٤٩]، وإنها لا تحيط بمؤمن {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى}⁣[طه: ٦١].

  فإنهم سيخاصمونك بآية أنزلها اللّه تعالى في القرآن، فقال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}⁣[الحجرات: ٩].

  فسلهم عن الفئة التي بغت وأبت أن تفيء إلى أمر اللّه [وأمر الله بقتالها⁣(⁣١)]، في أمر من خرجت حين خرجت، [في أمر الشيطان أو في⁣(⁣٢)] أمر اللّه تعالى؟ فإن قالوا: في أمر الشيطان صدقوا. وإن قالوا في أمر اللّه كذبوا، إنما في أمر اللّه الذين يقاتلون في طاعة اللّه، وهم أولياء اللّه، وإنما في أمر الشيطان من يقاتل في طاعة


(١) ما بين القوسين زيادة.

(٢) ما بين القوسين زيادة للتتم الفائدة.