مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كتاب الإيمان

صفحة 155 - الجزء 1

  صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ٣ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ٤ لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}⁣[الفتح: ١ - ٥].

  فقل لأهل البدع والباطل أليس تشهدون أن اللّه سبحانه وتعالى قد غفر لمحمد ÷ ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فإنهم سيقولون: بلى. فقل لهم: فكيف لا تشهدون أن اللّه تبارك وتعالى يدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار، وقول اللّه تبارك وتعالى حق، كما غفر لمحمد ÷ ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أوجب اللّه تبارك وتعالى للمؤمنين الجنة، وقال اللّه تبارك وتعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}⁣[النساء: ٨٢].

  وقال اللّه تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}⁣[البينة: ٥].

  فسلهم أيشهدون أن الصلاة والزكاة والحج وصيام شهر رمضان من الدين؟ فإن قالوا: نعم. قل: أتشهدون أن من تركهن ترك الدين؟ فإن قالوا: ليست الصلاة والزكاة من الدين. فقل لهم: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}⁣[آل عمران: ١٩]، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ}⁣[آل عمران: ٨٥].

  فإنهم سيقولون: بلى.

  فقل: فأنا أشهد أن الصلاة والزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان من الإسلام، وهنّ دعائم الإسلام وعليهن بُنِيَ الإسلام، وعلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن