مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[تبيين أهل الحق باتباع الدليل]

صفحة 160 - الجزء 1

  المرأة على عنقه، ثم قال للشرطي: إذهب به فطف به في الناس، وقل له ينادي على نفسه: من رآني فلا يعق والدته، فجعل الشاب ينادي من رآني فلا يعق والدته، وينادي: من لم تكن له أم فليأت الملك حتى يجعل له أماً.

  فمن كان من الفساق الذين انتهكوا محارم اللّه كلها فليأت أهل البدع والباطل فإنهم سيشهدون له أن ليس أحد - من الملائكة المقربين والنبيين - أفضل إيماناً منه عند اللّه.

  فإنهم قد ضعفوا دين اللّه، وخالفوا دين الله تعالى، وخالفوا قوله، وقالوا على اللّه غير الحق، وجادلوا عن أهل المعاصي والْخَوَنة، وقد نهى اللّه تبارك وتعالى نبيه ÷ أن يُجَادِل عن الذين يختانون أنفسهم إن اللّه لا يحب من كان خواناً أثيماً.

  فزعموا أن هؤلاء مؤمنين، فعادونا من أجل هؤلاء، وأدخلوهم في ولاية المؤمنين، فمن يعقل يعلم أنا أولى بالحق منهم، بالحب للمسلمين عامة، إلا أهل الفسوق منهم، الذين أوجب اللّه تبارك وتعالى في كتابه لهم النار، فهي لهم.

  فسلهم هل يدخل الجنة إلا من يحب اللّه؟ أو يشكون فيمن لا يحبه اللّه تعالى، لا يدرون أيدخل الجنة أم النار؟ وقد قال اللّه تعالى: {لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}⁣[آل عمران: ٢٨].

  وقال تبارك وتعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٤٦ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ٤٧ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ}⁣[النور: ٤٦ - ٤٨].

  فسلهم عن خمسة رهط من أهل القبلة، وافقوا عشرة رهط من تجار المسلمين،