[سند الكتاب]
  خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}[البقرة: ١٨٠]. وقال: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}[النساء: ١١]. وقال: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة: ١٣٣].
  وقد ذَكَر الناس عن النبي ÷ لا يختلفون فيه: أنه كان يبعث السَّرايا فيوصيهم، وقد بعث جعفراً(١)، وزيداً(٢)، وعبد الله بن رواحة(٣) فأوصى: إن حدث بفلانٍ ففلانٌ، أو حَدَثَ بفلانٍ ففلانٌ.
  فيكون يؤمِّر رسول اللّه ÷ في حياته ويوصي بهم، ويدع أهله وذريته والأمة جمعاء لا يوصي بهم أحداً! أفأمركم رسول اللّه ÷ بالفضل وترك أن يأخذ به؟! وهو أحسن الناس بالأخذ بالفضل؛ وإنما عُرِف الفضل به.
  فهذا مما يستدل به على أن رسول اللّه ÷ قد أوصى ولم يُضِع أمر أمته.
(١) جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، أبو عبدالله، أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة بأمر رسول اللّه ÷، ورجع يوم فتح خيبر، بعثه رسول الله ÷ إلى مؤتة وأمره على الجيش، وقتل في تلك المعركة شهيداً سنة (٨ هـ) وهو جعفر الطيار. طبقات الزيدية - خ - لوامع الأنوار (٣/ ٦٦).
(٢) زيد بن حارثة بن شرحبيل الكلبي، مولى رسول اللّه ÷، أسلم بعد علي # وشهد بدراً، وهو حب رسول الله ÷، وهو الثاني من الأمراء في مؤتة، وقتل بها شهيداً سنة (٨ هـ) - الطبقات - خ - لوامع الأنوار (٣/ ٨٤).
(٣) عبدالله بن رواحة بن ثعلبة أبو رواحة الحارثي الأنصاري، أحد النقباء، شهد بدراً وما بعدها، وكان أحد النجباء الصادقين، وثالث الأمراء في غزوة مؤتة وبها استشهد سنة (٨ هـ). لوامع الأنوار (٣/ ١٢٠).