[إثبات إمامة الحسن والحسين وذريتهما $]
  في الكتاب، فقال: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ}[آل عمران: ٦١]، فأخبر ø أن له أبناء؛ فأخَذَ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين(١).
  وقال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنْ الصَّالِحِينَ}[الأنعام: ٨٤ - ٨٥]، فأخبر اللّه ø أن عيسى بن مريم من ذريَّة نوح وإبراهيم. والحسن والحسين أقرب إلى رسول اللّه ÷ من عيسى إلى نوح وإبراهيم.
  فإن قالوا: إنَّ علياً # ترك ولداً غيرهما.
  فقولوا: إنَّ الحسن والحسين أقرب إلى رسول اللّه ÷ وإلى علي #، وأولى بهما من سائر ولد علي # مِنْ قِبَل أن رسول اللّه ÷ أبوهما، وهما أقرب إلى علي #، مِنْ قِبَل أنَّ أمهما ابنة ابن عَمِّ علي #، ولهما الكِبَر والسَّابقة والصُّحبة من النبي ÷ وعلي وفاطمة، على سائر ولد علي #، فهما أولى بالناس مِنْ ولد علي وغيرهم.
  فإن قالوا: أيهما أحق؟
  فقولوا: الحسن أولاهما بالأمر؛ لأنه ليس شيء للحسين إلا للحسن مثله، وللحسن ماليس للحسين من السَّبق ودرجةِ الكِبَر والقِدَم مع رسول اللّه ÷
(١) أجمع أهل النقل من المؤرخين والمحدثين من جميع المسلمين أن رسول الله ÷ لم يخرج في قصة المباهلة لنصارى نجران سوى علي # وهو المراد بقوله: {أَنْفُسَنَا}، وفاطمة & وهي المراد بقوله: {نِسَاءَنَا}، والحسن والحسين @ وهما المراد بقوله تعالى: {أبْنَاءَنَا}، وهي نصّ صريح في المقصود.