مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الكلام في اختلاف آل محمد $، ووجوب اتباعهم]

صفحة 211 - الجزء 1

  أو حُبِس، أو ضُرِب، أو استحلّت حرمته، فعلى الأمة إجابته ونصرته ومؤازرَتُه حتى يمنعوه أو تفنى رُوحُه وأرواحهم، فيكونُ كمَنْ نصر رسول اللّه ÷ في حياته ووفاته، ونَصْرُ أهلِ بيته بعد وفاته كنُصرتِه، فإنه ÷ قد أخذ عليهم أن يمنعوه وذريَّته من بعده مما يمنعون منه أنفسهم وذَرَاريهم⁣(⁣١).

  فأهل هذا البيت البقيةُ بعد الرسول ÷ والدُّعاة إلى اللّه؛ لأنه قد جعلهم مع نبيه ÷ في السَّبق والتطهير والعلم، وأنهم الدعاة إلى اللّه بعد رسوله، قال اللّه تبارك وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}⁣[النحل: ٤٣]، وإنما أمر اللّه ø بمسألتِهم، لأن عندهم مايُسألون عنه.

  فجعل اللّه ø عند محمد ÷ علم القرآن، وجعله ذكراً له، وجعل اللّه علمَه عند أهل بيته، وجَعَله ذكراً لهم، فمحمد وآل محمد هم أهل الذكر، وهم المسؤولون المبينون للناس، قال: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}⁣[النحل: ٤٤].

  وأخبر اللّه ø أن أهله سيسألون من بعده؛ فقال: {وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}⁣[الزخرف: ٤٤]،


(١) إشارة إلى حديث المبايعة الذي رواه الإمام زيد بن علي # عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين #، قال: (كنت أبايع لرسول الله ÷ على السمع والطاعة في العسر واليسر، فلما ظهر الإسلام وكثر أهله، قال: «يا علي، ألحق فيها: وعلى أن تمنعوا رسول الله وذريته من بعده مما منعتم منه أنفسكم وذراريكم» قال علي #: فوضعتها والله على رقاب القوم وفى بها من وفى، وهلك بها من هلك).

أخرجه: الإمام زيد في المسند (٤٠٣)، والإمام أبي طالب في الأمالي (ص ١٢٦)، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين عن الأمالي (٨١)، والطبراني في الأوسط عن جعفر بن محمد بسنده عن آبائه (١/ ٤٧٣) رقم (١٧٤٥).