[آية التطهير والمراد بأهل البيت فيها وخروج الزوجات عنهم]
  وقال: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ}[هود: ٧٣].
  أفترى أن اللّه تبارك وتعالى أراد بهذه الصفوة، وما ذكر من أهل الأنبياء نساءهم، أم رأيت موسى صلى اللّه عليه حين يقول: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي}[طه: ٢٩] أهله الذي سأل منهم الوزير أزواجه؟!
  أرأيت إذ يقول لقوم صالح صلى اللّه عليه: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}[النمل: ٤٩]؟ أليس ترى أن له أهلاً وأن له ولياً دون قومه؟
  وقال زكريا صلى اللّه عليه: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ٥ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}[مريم: ٥ - ٦]، أفلا ترى أن للأنبياء أولياء دون قومهم؟ أفلا ترى أن الأنبياء قَبْلَ محمد ÷ أوتوا أهلا فما أهل الأنبياء بأعدائهم، وما أعداء الأنبياء بأهلهم.
  فانظروا في أهل نبيكم ومن كان أهل العداوة من قومه، قال اللّه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[الأنعام: ١١٢]، أرأيت حيث يقول ø: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}[الأحزاب: ٢٨].
  وقال ø: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}[التحريم: ٥]، أرأيت لو طلّقهنّ النبي ÷، ما كان له أهل بيت من أهله وذريته؟ سبحان اللّه العظيم! إنما يقول جلّ ثناؤه لهنّ: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}[الأحزاب: ٣٤].
  وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ