[بيان أهل الحق عند الإختلاف]
  إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}[الأحزاب: ٦].
  وكان مِن مَنِّ اللّه تبارك اسمه ونعمته على آل محمد ÷ أن كان منهم أول من استجاب للنبي صلى اللَّه عليه وصَدَّقَهُ وهاجر معه وجاهد على أمره، فكانت له الولاية في الرحم والولاية في الدين، ولم يأخذ عليه أحد بفضل ولايته في الدين، وأخذ على الناس بفضل ولايته في الرحم، مع الولاية في الدِّين. في كتاب اللّه جل ثناؤه.
  فمن قال: إن أولئك ذهبوا وإنما أنتم أبناؤهم فليس لكم فضل بآبائكم؟ فانظر في آي القرآن، أرأيت حين بعث اللّه محمداً ÷، وسمى بني إسرائيل أهل الكتاب في كثير من آي القرآن فقال ø: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا}[آل عمران: ٦٤]، وقال ø: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}[آل عمران: ٢٠]، وقال ø: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}[آل عمران: ١٩] أفرأيت بني إسرائيل حين سماهم اللّه تعالى أهل الكتاب على لسان محمد ÷ فقد اختلف أهل الكتاب، والذين أوتوا الكتاب هم الذين اتبعوا موسى صلى اللّه عليه وأبناؤهم، فإن عرفت أنهم أبناؤهم فما منعك أن تعرف من أنه قد ثبت لآل محمد ÷ أنهم هم أهل النبي ÷ وأهل الكتاب؟ كما ثبت ذلك لبني إسرائيل قال اللّه ø: {وَأُوْلُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}[الأنفال: ٧٥] فقد عرفت هذه الأمة أنَّا أهل بيت النبي ÷ وذريته لأن اللّه جل ثناؤه لم يفرق بين النبوة والكتاب أن جعله في أحد من ذرية إبراهيم، قال اللّه جل ثناؤه لإبراهيم: {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ