مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[إعداد علماء الشام لمناظرة الإمام زيد]

صفحة 252 - الجزء 1

  فذكرت عدله، وسيرته، ثم ذكرت عمر بمثل ذلك، ثم عثمان بمثل ذلك، وذكرت فضله واختيار الناس وتفضيلهم إياه على سائر الناس، ورأوا أنه ليس أحد أحق بالخلافة منه.

  وزيد بن علي عليهما الصلاة والسلام يتبسم إلي، وهو يقضم حبة بعد حبة.

  ثم قلت: فوثب عليه قوم ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار فقتلوه، فلن يزالوا في فتنة إلى يوم الناس هذا.

  فاستوى الإمام أبو الحسين زيد بن علي ~ فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه، وصلى على النبي ÷، وذكر ما اختصه اللّه تعالى به من الكرامة، واختيار اللّه إياه فبلغ رسالته، فلما قبضه اللّه تعالى إليه انطلق المسلمون إلى رجل صالح فبايعوه، ثم بايعوا بعده رجلاً، ثم انطلقوا بعده إلى رجل ظنوا به الخير، وظنوا أنه سيجري مجرى صاحبيه، فمكثوا زماناً ثم نقموا عليه شيئاً بعد شيء، حتى إذا آوى أقاربه السفهاء والطلقاء، وأقصى المهاجرين الأولين والأنصار، وآذاهم وأخرجهم من ديارهم، فاستعتبوه مرة بعد مرة، فأبى إلا اختيار أهل بيته والأثرة لهم، وكان المسلمون عليه بين قاتل، ومحضض خاذل.

  فلما قتل انطلق ولاة هذا الدين من المهاجرين والأنصار من أهل بدر وغيرهم من التابعين لهم بإحسان إلى (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام) حتى أخرجوه من بيته فبايعوه غير مكرهين، ثم أنهم نكثوا بيعته - يعني طلحة والزبير - من غير حَدَث، فلو أن الذين نكثوا بيعته نكثوا على أبي بكر وعمر لاستحل أبو بكر وعمر قتالهم.

[إعداد علماء الشام لمناظرة الإمام زيد]

  قال خالد بن صفوان: فخرجت فلقيت جماعة من أهل الشام فحكيت لهم قول