[السور التي فيها ذم الكثرة]
  فمن زعم أن هذه الآيات غير ما أنزل اللّه تعالى على نبيه ÷ مما اقْتَصَّ اللّه عليه، فقد افترى على اللّه كذباً، والله ورسوله والمؤمنون منه براء.
  اللهم إنا نعوذ بك أن نفتري على اللّه الكذب، أو القول خلاف ما أنزلت من وحيك على نبيك محمد ÷، أو نزعم أن الإسلام قول بغير عمل، أو نزعم أن من عصاك فهو ولي لك، أو نزعم أن اللّه لا ينجز وعده فيما وعد به عباده، ومن ثوابه وعقابه، أو نزعم أن اللّه سبحانه لم يكمل لمحمد ÷ دينه، أو نزعم أن محمداً ÷ قال خلاف ما أنزل اللّه إليه من حلال أو حرام.
  قال خالد بن صفوان: مع أن كثيراً من كتاب اللّه قد ذكر، ما حفظت منه إلا هذا، فلم يذكر كثيراً إلا ذمه، ولم يذكر قليلا إلا مدحه، والقليل في الطاعة هم الجماعة، والكثير في معصيته هم أهل البدعة.
  قال خالد بن صفوان: فبئس الشامي فما أحلى ولا أمر، وسكت الشاميون فلم يجيبوا لا بقليل ولا بكثير، ثم قاموا من عنده، فلما خرجوا قالوا لصاحبهم: فعل اللّه بك وفعل، غَرَرْتنا وزعمت أنك لا تدع له حجة إلا كسرتها فخرست فلم تنطق! قال: ويلكم كيف أكلم رجلا إنما حاجني بكتاب اللّه؟ فلم أستطع أن أكذب كتاب اللّه.
  قال [عطاء بن أبي سلمة(١)]: فكان خالد بن صفوان يقول بعد ذلك: ما رأيت رجلاً قرشياً ولا عربياً يزيد في العقل والحجج والخير على زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهم الصلاة والسلام ورحمة الله والإكرام.
(١) ما بين القوسين زيادة.