[مقتل عثمان]
[مقتل عثمان]
  ثم انتهى كلامه إلى ذكر عثمان، وأنه سار بسيرة صاحبيه، وكان على منهاجهما، ثم مال إلى الطقاء(١)، وأبناء الطلقاء فاستزلوه فنكث على نفسه، فاجتمع في أمره المهاجرون والأنصار، فاسْتَعْتَبُوهُ فأبى إلا تمادياً فيما لا يوافق الكتابَ ولا السُّنَّة - التي اجتمعوا عليها - فقتلوه.
  فقلت له: أكل المسلمون قتله يا ابن رسول اللّه؟
  فقال #: لا، لكن بعض قَتَلَ، وبعض خَذَلَ، والقاتل والخاذل سواء، فمكث ملقى لا تدفن جثته أياماً ثلاثة(٢).
  فقلت: فما منعهم من دفنه يا ابن رسول اللّه ÷؟
  فقال #: لو أنهم أرادوا دَفْنَهُ لم يروا قَتْلَهُ، فأقام ثلاثة أيام على المزبلة وكان الصبيان يمشون على بطنه، ويقولون:
  أبا عمرو أبا عمرو ... رماك اللّه بالجَمرِ
  وَلقَّاك من النَّار ... مكانا ضَيِّقَ القَعْرِ
  فما تصنعُ بالمال ... إذا أُحْدِرْتَ في القَبر
(١) الطلقاء هم الذين عفى عنهم النبي ÷ يوم فتح مكة، وقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وكان معاوية بن أبي سفيان منهم، وبنو أمية.
(٢) ذكر كثير من المؤرخين وأصحاب السير، منهم الطبري في تاريخه (٤/ ١٣٨) (مؤسسة الأعلمي)، واليعقوبي في تاريخه (٢/ ٥٩)، وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة (٢/ ٣٦٨)، وابن عبد البر في الإستيعاب بهامش الإصابة (٣/ ٨٠)، وغيرهم كثير: أن جثة عثمان ألقيت على المزبلة ولم تدفن ثلاثة أيام، وأنه لم يغسل ولم يكفن ولم يُصَلَّ عليه مدة ثلاثة أيام، وأنه دُفِن سراً. انظر: الغدير ٩/ ٢٠٨ - ٢٠٩.