مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[مقتل طلحة والزبير]

صفحة 285 - الجزء 1

  قال خالد بن صفوان فما فرغ من ذكر طلحة والزبير وعائشة وشأن الحرب يوم الجمل.

  قلت: يا ابن رسول اللّه، فإن الناس يزعمون بالشام أنَّ عثمان قَتَله رجالٌ من أهل مصر ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار.

  فقال: ما أشدَّ غفلتكم يا ابن الأهتم، وهل كان فيهم إلا قاتل أو خَاذِلٌ، أو لم تسمع شاعرهم حيث يقول:

  قتلنا ابن أروى⁣(⁣١) بالكتاب ولم نكن ... لنقتله إلا بأمر مُحَكَّمِ

  أطاع سعيداً والوليدَ وعَمَّهُ ... ومروان في المال الحرام وفي الدَّمِ

  وقولَ أبي سفيان إذ كان قابلاً ... وصِيَّتَه في كل غَيٍّ ومأثمِ

  وقد كان أوصاه بذاك ابن عامر ... فذاق بها من رأيه كأس علقمِ

  نعاتبه في كل يوم وليلة ... على هدم دين أو هضيمة مسلمِ⁣(⁣٢)

  فما زال ذاك الدأب ستين ليلةً ... وست أعوام لدى كل موسمِ

  وقلنا له: وليِّ وخَلْ عن أمورنا ... فإنك إن تتركه نَسْلَمْ وتَسْلَمِ

  وإلا فإنا قاتلوك ومادمٌ ... أبا اللّه إلا سفكه بمُحَرَّمِ

  أبت نصرَه الأنصارُ والحَيُّ حَوْلَهُ ... قريشٌ وهم أهل الحَطِيِمْ وَزَمْزَمِ

  وهم شهدوا بدراً وأحداً وناضلوا ... عن الدين والبيت العتيق المعظَّمِ

  وهم أظهروا الإسلام شرقاً ومغرباً ... وهم نصروا دين النبي المكرَّمِ

  أولئك حزب اللّه حيث تجمعوا ... فريقان: ذو خَذْلٍ وقَتْلٍ مُصَمِّم


(١) المقصود بأروى المذكورة في هذا البيت: أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان.

(٢) في أنوار اليقين: (على هدم دين الله أو هضم مسلم).