مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الجواب على الشامي في القلة والكثرة]

صفحة 295 - الجزء 1

  عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[الأنعام: ١١٦].

  وقال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}⁣[الفرقان: ٤٤]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٤]، وقال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}⁣[المائدة: ٤٩](⁣١).

  حتى عدد في ذم الكثرة أكثرمن مائة وعشرون آية، وقريباً من ذلك في مدح القلّة.

  قال خالد بن صفوان: مع أن كثيراً قَدْ ذَكَر في كتاب اللّه ما حفظت منه إلا هذا، فلم يذكر كثيراً إلا ذمه، ولم يذكر قليلا إلا مدحه، والقليل في الطاعة هم الجماعة، والكثير في المعصية هم أهل البدع.

  قال خالد بن صفوان: فَبَسَر الشامي فلا أحْلَى ولا أمَرّ، وسكت الشاميون فلم يجيبوا لا بقليل ولا بكثير، ثم قاموا من عنده فقالوا لصاحبهم: فعل اللّه بك وفعل، غررتنا وزعمت أنك لا تدع له حجة إلا كسرتها، فَخَرِسْتَ فلم تنطق.

  فقال لهم: ويلكم، كيف أكلم رجلا إنما حاجَّني بكتاب اللّه، فلم أستطع أن أكذِّب كتاب اللّه تعالى.

  فكان خالد بن صفوان يقول بعد ذلك: ما رأيت في الدنيا قرشياً ولا عربياً يزيد في العقل والحجج والخير على مولانا أمير المؤمنين أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين.

  [¿]


(١) إلى هنا انتهى ما في أنوار اليقين.