مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

[الدليل عند الاختلاف]

صفحة 336 - الجزء 1

  وأنبأهم أنهم فيما ينتحلون ويدينون به جهال لا يعلمون له حجة ولا برهاناً، وسوى بينهم وبين العلماء من اليهود والنصارى إذ لم يصيروا بعلمهم وكتابهم إلى اجتماع على تأويل كتابهم الذي هم به مؤمنون وإلى اجتماع فيما يدعون من العبادة التي هي في الكتاب الذي هم به مقرون.

  {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١١٣}⁣[البقرة]، من الدين، والقول على الله بلا برهان ولا حجة، ثم يدعون أن لهم عليه الثواب عند الله تبارك وتعالى.

  قال: وسمعت الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام - يقول في قول الله ø: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}⁣[البقرة: ١١٤]، يعني جميع الكفار الذين تظاهروا على محمد ÷ ومن آمن به ليقتلوهم ويمنعوهم من دينهم فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ}، والمساجد هي المواضع التي يعبد فيها الله تعالى.

  وكل متعبد ومصلى فهو مسجد كما قال النبي ÷: «جعلت لي كلُّ أرضٍ طيبةٍ مسجداً وطهوراً».

  فتظاهروا على إطفاء دينهم وخراب مساجدهم التي يعبدون الله تعالى فيها، ومنعوهم من المسجد الحرام أن يصلوا فيه ويحجوا إليه.

  قال عبيد الله: وإنما أهاج زيداً # على هذا القول رجل قال في قوله ø: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}، قال: مساجد الله بيت المقدس لم يكن على المؤمن فيه فرض فيكون المشركون ظالمين في منعهم عنه.