[معاني الضلال والإضلال]
[معاني الضلال والإضلال]
  أخبرنا العلوي قال: حدثنا ابن النجار، قال: حدثنا إسحاق بن محمد المقري وعبد العزيز بن يحيى الجلوذي، قال: حدثني عمارة، قال: حدثني عبيد الله بن العلا قال: سمعت رجلاً سأل زيداً # عن قول الله ø: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}[الجاثية: ٢٣]، و {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}[فاطر: ٨]، ثم قال: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}[طه].
  ثم قال: {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ}[الفرقان]، وعن قوله تعالى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ٣٥ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}[إبراهيم]، وما معنى هذا الضلال والإضلال؟
  قال الإمام زيد بن علي - عليهما الصلاة والسلام -: معانيه مختلفة الإضلال من الله ø بوجهين:
  أحدهما: التسمية بالضلال والحكم على أهله بالعذاب كما يقول القائل: كفَّرتُ الرجلَ وفسّقْتُه وزنّيْتُهُ إذا سمَّيْتُهُ بذلك.
  والمعنى الثاني: الخذلان والترك والتخلية بعد المعصية من المخذول وهو أن يخذله فلا يزيده في قوته ولا يشرح صدره له ببسطة.
  هذا حكمه في العاصين كما يقول الرجل لصاحبه: أهلكت ابنك وأفسدته، أو خادمك إذا خليت بينه وبين هواه ولم تأخذ على يديه وأنت لم تدخله في فساد أكثر من التخلية والترك، وقد كان معه من عقله وقوة الله فيه ما يردعه عن المعصية، وإن أنت لم تأخذ على يديه وخليته، فالحجة عليه.
  وكذا التخلية من الله تعالى إنما هي ترك الزيادة في قوته وقد تقدم إليه توعد الله تعالى ووعيده وتقويته له.