[حكم المتعامل مع الظالمين والمباين لهم]
(٤) جوابات على سؤالات بكر بن حارثة
[حكم المتعامل مع الظالمين والمباين لهم]
  حدثني(١) منصور، قال: حدثني عبدالله بن محمد(٢)، قال: حدثني عمارة بن زيد(٣)، قال: حدثني بكر بن حارثه، قال:
  كتب رجلٌ من أهل الشام إلى الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين #، يذكر: أنه جاءنا مَنْ أخبرنا عنك أنك تقول: إن الصلاة لا تقبل - في أيام إمام الجور - من المصلين، وكذلك سائر الفرائض. فما ذَنْبُنَا إذا قُهِرْنَا على أنفسنا، وغلب علينا أهل الجور؟ وما حيلتنا؟
  فأنكر ذلك الإمام أبو الحسين، ولعن من أخبر بذلك عنه، وكتب # إلى الشأم بخطه:
  جاءني كتابك: ذكرت فيه أنه جاءكم من أخبركم أني قُلْتُ: إن الصلاة لا تقبل في أيام إمام الجور من المصلين، وكذلك سائر الفرائض، وقُلْتَ: فما ذنبنا إذا قُهرنا على أنفسنا، وغلب علينا أهل الجور؟ وما حيلتنا؟ فلم أقل ذلك بحمدالله، ولم أكذب على اللّه قَطُ، وأي سماء تُظِلُّني، وأي أرض تُقِلُّني، إذا قلت على اللّه مالم يُنَزِّل به سلطاناً؟!
  بل أقول: إن العارِفَ بما عليه أهلُ الجورِ وبمنزلة الظالمين الفاسقين، المُفَارِقَ لهم
(١) كذا في الأم المنقول منها هذا النص، ولم أعرف من القائل: حدثني.
(٢) عبدالله بن محمد المدني، قال في الطبقات: عن عمارة بن زيد، وعنه الناصر للحق، ولم يزد على هذا، ولعله محمد بن عبدالله البلوي المديني - والله أعلم.
(٣) عمارة بن زيد، عن بكر بن حارثة وعبيد الله بن العلا، وعنه: محمد بن عبدالله البلوي، روى له الناصر #.