(1) ومن خطبة له يوصي فيها بتقوى الله
(١) ومن خطبة له يوصي فيها بتقوى الله
  وروى صاحب الحدائق الوردية، قال: وروينا بالإسناد عن عمر بن صالح العجلي، قال: سمعت زيد بن علي @ يقول في خطبته:
  الحمدلله مذعناً له بالاستكانة، مقراً له بالوحدانية، وأتوكل عليه، توكل من لجأ إليه، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده المصطفى، ورسوله المرتضى، الأمين على وحيه، المأمون على خلقه، المؤدي إليهم ما استرعاه من حقه، حتى قبضه اللّه تعالى إليه ÷.
  أيها الناس: أوصيكم بتقوى اللّه، فإن الموصي بتقوى اللّه لم يدخر نصيحة، ولم يقصر عن إبلاغ موعظة، فاتقوا اللّه في الأمر الذي لا يصل إلى اللّه تعالى إن أطعتموه، ولا تنقصون من ملكه شيئاً إن عصيتموه، ولا تستعينوا بنعمة اللّه على معصية، وأجملوا في طلب مباغي أموركم، وتفكروا وانظروا.
(٢) ومن خطبة له يبين فيها دعوته وآداب الجهاد
  وروى صاحب الحدائق الوردية، قال: وبالإسناد الموثوق به إلى أبي الجارود أن زيد بن علي عليهما لسلام خطب أصحابه حين ظهر فقال:
  الحمدلله الذي مَنَّ علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوباً عاقلة، وأسماعاً واعية، وقد أفلح من جعل الخير شعاره، والحق دِثَاره، وصلى اللّه على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربه وصدق به، الصادق محمد صلى اللّه عليه وعلى آله الطاهرين من عترته وأسرته والمنتخبين من أهل بيته وأهل ولايته.
  أيها الناس العجل العجل، قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، فوراءكم طالب لا يفوته هارب، إلا هارب هرب منه إليه، ففروا إلى اللّه بطاعته، واستجيروا بثوابه من عقابه، فقد أسمعكم وبَصَّركم ودعاكم إليه وأنذركم، وأنتم اليوم حجة على