(5) ومن خطبة له خطب بها أصحابه قبل بدء القتال
  الحسين زيد بن علي ~ خرج يوم الأربعاء غرة صفر اثنتين وعشرين ومائة وعلى العراقين يومئذ يوسف بن عمر بن أبي عقيل الثقفي - لعنه الله - من قبل هشام بن عبد الملك - لعنهم الله تعالى - فخرج على أصحابه على برذون أشهب، في قباء أبيض ودرع تحته وعمامة، وبين يدي قربوسه مصحف منشور، فقال:
  سلوني، والله ما تسألوني عن حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وأمثال وقصص إلا أنبأتكم به، ثم ساق الخبر المتقدم.
  ورواه الإمام أبو العباس الحسني في المصابيح بإسناده عن كثير النَّواء وفي زيادة في آخره وهي: ثم قال: الحمد لله الذي أكمل لي ديني، إني لأستحي من جدي أن ألقاه ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر.
  ثم قال: أيها الناس، أعينوني على أنباط أهل الشام، فوالله لا يعينني عليهم أحد إلا جاء يوم القيامة آمناً حتى يجوز الصراط، ثم قال: نحن الأوصياء والنجباء والعلماء، ونحن خزان علم الله، وورثة وحي الله، وعترة رسول الله ÷، وشيعتنا رعاة الشمس والقمر، والله لا يقبل الله التوبة إلا منهم، ولا يخص بالرحمة أحداً سواهم. انتهى وهو في أمالي الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الهاروني بإسناده عن سليمان الرازي، وفيه زيادة ونقص في بعض المواضع.
  وروى في أمالي الإمام أبي طالب عن أبي الزناد(١)، قال: لما خفق اللواء على رأس زيد بن علي # قال: الحمد لله الذي أكمل لي ديني، أما والله لقد
= له #، وخرج مع الأئمة على أبي جعفر المنصور، وهو من ثقات محدثي الشيعة، موصوف بالتشيع وكفى به توثيقاً ومدحاً.
(١) أبي الزناد، الموج بن علي الكوفي، ممن اشتهر بالأخذ عن زيد بن علي # وكان محدثاً فاضلاً. خرّج له الإمام أبو طالب.