مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

(3) من دعائه على الظالمين بعد رجوعه من الشام وقبل أن يخرج بأيام قليلة:

صفحة 394 - الجزء 1

  واستجمع طريدُه، وضَرَبَ بجِرَانِه.

  اللَهُمَّ فَأتِحْ له مِن الحَقِّ يداً حاصِدَةً تَصْرَعُ بها قائمَهُ، وتُهَشِّمُ سُوْقَهُ، وتَجُتُّ سَنَامَه، وتَجْدَعُ مُرْغَمَه⁣(⁣١).

  اللَهُمَّ ولا تَدَعْ لَهُ دعَامَةً إلا قَصَمْتَهَا، ولاجُنَّةً إلا هَتَكْتَهَا، ولاكلمةً مجتمعةً إلا فرقتَها، ولاسَرِيَّة تعلو إلا خَفَقْتَها⁣(⁣٢)، ولاقائمةَ عَلَمٍ إلا خَفَضْتَهَا، ولا فائدةً إلا أبدتها.

  اللَهُمَّ وكَوِّر شَمْسَه، وحُطّ نورَه، وادْمَغ بالحق رأسَه، وفُضّ جُيُوشَهُ، وأذْعِرْ قُلُوبَ أهله.

  اللَهُمَّ لاتَدَعَنَّ منه بقيةً إلا أفنيتَ، ولانَبْوَةً⁣(⁣٣) إلا سَوَّيْتَ، ولاحَلْقَةً⁣(⁣٤) إلا أكلَلْتَ⁣(⁣٥)، ولاحَدّاً إلا فَلَلْتَ، ولا كُراعاً⁣(⁣٦) إلا اجتحتَ، ولاحاملَ عَلَمٍ إلا نكستَ.

  اللَهُمَّ وأرنا أنصاره عباديد بَعْدَ الإلْفَةِ، وشَتَّى بعد اجتماع الكَلِمَةِ، ومُقْنِعِي الرؤوس بعد الظُّهور على الأمَّة.

  اللَهُمَّ وأسْفِرْ عَنْ نَهَارِ العَدْلِ، وأرناهُ سَرْمَداً لاليلَ فيهِ، وأهْطِل علينا نَاشِئَتَهُ، وأدِلْه ممن ناواه⁣(⁣٧).

  اللَهُمَّ وأحيي به القلوبَ الميِّتة، واجمع به الأهواءَ المختلفةَ، وأقمْ به الحدودَ


(١) مرغم كمجلس: الأنف.

(٢) خفقتها: يعني صرعتها وغلبتها.

(٣) النَّبْوَة: الرفعة.

(٤) الحلقة: الدروع.

(٥) أكللته: أضعفتها.

(٦) الكراع: معدات الحرب من خيل وسلاح وغيرها.

(٧) وأدله ممن ناواه: اجعل له عليه دولة وغلبة.