أسباب خروجه #
  وكانت هذه الفترة فترة ظلم وظلام واستبداد كامل وشامل، فقد عاشت الأمة طوال هذه الفترة تحت ظل الحكم الأموي الغاشم، الذي عاث فيه بنو أمية وأشياعهم في الأرض فساداً، وحقّقوا بعض أهدافهم ضدّ الإسلام وأهله، فقد ادعى الأمويون - بل ابتزوا وأخذوا وسيطروا على - ما ليس لهم، وما ليسوا له بأهل، وأعانهم على ذلك علماء السوء.
  فالإمام زيد # ولد في هذه الفترة ونشأ فيها، فهو يرى ويؤلمه ما يعانيه أهله وأسرته عترة رسول الله ÷ وأهل بيته من قبل بني أمية وأشياعهم من العداوة المفضية إلى المحاربة بشتى الوسائل من التعذيب والتنكيل، والأسر والتقتيل، وأدناها السب والأذية، حتى لو أفضى إلى رسول الله ÷ أو علي # أو فاطمة أو أبناؤهم، ويرى ما يعانونه أيضاً هم وشيعتهم من التخفي والإنكتام في النفس والعقيدة.
  هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يرى ويشاهد ويعاين ما تعانيه الأحكام الإسلامية من التلاعب وعدم التطبيق فهو يرى تعطيل الحدود، وتبديل الشرائع، وإماتة السنن، وإحياء البدع، وإهمال الفرائض، وتضييع الحقوق، وارتكاب المحرمات والفجور، وظهور المعاصي والفسوق.
  وبنو أمية متربّعون على كرسي الحكم، منهمكون في المعاصي، من شرب الخمور، وارتكاب الفجور، وتضييع مال الله، وظلم عباد الله، كالبهيمة همها أكلها وشربها وشهوتها، ولا تدري ما يُراد بها، بل هم أضل سبيلاً.
  والأمة تعيش في هذه الفوضى العارمة لا تستطيع إنكاراً ولا تغييراً. وأهل البيت $ لا يحرّكون ساكناً ليس لمكان الجبن والإقرار على ظلم الأمة؛ بل لعدم وجود الناصر.