خروجه # وصفته
  بهما إلى يوسف فلما كلمهما استبان له أمر زيد #، وأمر بهما فضربت أعناقهما.
  فبلغ الخبر زيداً # فتخوف أن يؤخذ عليه الطريق، فتعجل الخروج قبل الأجل الذي بينه وبين أهل الأمصار.
  فبلغ يوسف بن عمر خروج زيد فعبث إلى الحكم بن الصلت وهو أمير شرطته يأمره أن يجمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم فيحصرهم فيه، فبعث الحكم إلى العرفاء والشُرَط والمناكب والمقاتلة فأدخلهم المسجد، ثم نادى مناديه: أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة ائتوا المسجد الأعظم.
  فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد، وطلبوا زيداً # في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري فخرج ليلاً، وتلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم في ليلة شديدة البرد من دار معاوية بن إسحاق فرفعوا الهرادي فيها النيران ونادوا بشعارهم شعار رسول الله ÷ «يا منصور أمت».
  فما زالوا كذلك حتى أصبحوا فلما أصبحوا بعث القاسم بن كثير، وسعيد بن خثيم ورجل آخر ينادون بشعار زيد # ليجتمع أصحابه وأهل بيعته(١).
  ولما خرج # خرج معه القراء والفقهاء وأهل البصائر قدر خمسة آلاف رجل في زي لم ير الناس مثله، وتخلف باقي الناس عنه(٢).
(١) مقاتل الطالبيين باختصار.
(٢) الشافي (١/ ١٨٨).