مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

مقتل نصر بن خزيمة، ومعاوية بن إسحاق رحمة الله عليهما

صفحة 95 - الجزء 1

  قال سعيد بن خثيم⁣(⁣١):

  وكنا مع زيد في خمسمائة وأهل الشام اثنا عشر ألفاً - وكان بايع زيداً أكثر من اثنا عشر ألفاً فغدروا به - إذ فصل رجل من أهل الشام من كَلَب على فرس رائع، فلم يزل شتماً لفاطمة بنت رسول الله ÷ فجعل زيد يبكي حتى ابتلت لحيته، وجعل يقول: أما أحد يغضب لفاطمة بنت رسول الله ÷؟ أما أحد يغضب لرسول الله ÷؟ أما أحد يغضب لله؟

  قال: ثم تحوّل الشامي عن فرسه فركب بغلة، قال: وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة، قال سعيد: فجئتُ إلى مولى فأخذت منه مشملاً كان معه، ثم استترتُ من خلف النظارة، حتى إذا صرتُ من ورائه ضربتُ عنقه وأنا متمكن منه بالمشمل، فوقع رأسُه بين يدي بغلته، ثم رميتُ جيفته عن السرج، وشدّ أصحابه عليَّ حتى كادوا يزهقونني، وكبّر أصحاب زيد وحملوا عليهم واستنقذوني، فركبتُ فأتيتُ زيداً فجعل يقبّل بين عينيّ ويقول: أدركتَ والله ثأرنا، أدركتَ والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها، اذهب بالبغلة فقد نفلتكها.

  وجَعَلَتْ خيلُ أهل الشام لا تثبت لخيل زيد # فبعث العباس بن سعد إلى يوسف بن عمر يخبره ما يلقاه من الزيدية، وسأله أن يبعث إليه النشابة.

  فبعث إليه سليمان بن كيسان الكلبي في القيقانية - وهم رماة - فجعلوا يرمون أصحاب زيد # وقاتل معاوية بن إسحاق ذلك اليوم قتالاً شديداً، فقُتل بين يدي زيد #.


(١) مقاتل الطالبيين.