الرافضة
  قال لهم: إن قال جعفر إنه الإمام فقد صدق فاكتبوا إليه وسلوه.
  قالوا: الطريق مقطوعة ولا نجد رسولاً إلا بأربعين ديناراً.
  قال: هذه أربعون ديناراً، فاكتبوا فارسلوا إليه.
  فلما كان من الغد أتوا، فقالوا: إنه يداريكم.
  قال: ويلكم إمام يداري من غير بأس أو يكتم حقاً أو يخشى في الله أحداً، اختاروا إما أن تقاتلوا معي وتبايعوني على ما بويع عليه علي والحسن والحسين $، أو تعينوني بسلاحكم وتكفّوا عني ألسنتكم.
  قالوا: لا نفعل.
  قال: الله أكبر، أنتم والله الروافض التي ذكر جدي رسول الله ÷ قال: «سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي، ويقولون ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلدون دينهم، ويتبعون أهوائهم».
  وروى أيضاً أنهم دخلوا على زيد # فقالوا: إلى ما تدعونا؟
  فقال: إلى كتاب الله، وإحياء السنن، وإطفاء البدع؛ فإن أجبتم سعدتم، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل.
  قالوا: لا يسعنا ذلك، وخرجوا يقولون: سبق الإمام - يعنون بذلك جعفر الصادق -.
  قال الإمام الهادي # بعد أن ذكر ما تقدم نقله عنه:
  (فلما كان فعلهم على ما ذكرنا، سماهم حينئذ زيد روافض، ورفع يديه فقال: (اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي كما رفض أهلُ حَرَوْرَاء علي بن أبي طالب # حتى حاربوه) فهذا كان خبر من رفض زيد بن علي وخرج من بيعته.