ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي @
  قال: فنظرت إلى الشرط تحلل عنه حتى نزل، فوقف بين يديه، فقال: نصر: قال: لبيك يا رسول الله، قال: قتلتَ فينا؟ قال: نعم يا رسول الله.
  قال: فأعطاه الإناء فشرب، قال: فقال له: رويت؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: عُدْ بإذن الله، قال: فنظرت حتى عاد إلى الخشبة، ورجعت الشرط عليه كما كانت.
  قال: فقلتُ: اسقني يا رسول الله، قال: فقال: اخسأ، شرابك وشراب أصحابك الحميم، قال: فقمتُ فأعطيتُ الله عهداً أن لا آخذ لبني أمية ديواناً حتى أموت، وأن أسكن هذا الحرم حتى أموت غفر لي أو عذّبني).
  ومن ذلك أيضاً: ما رواه بإسناده عن سعيد بن خثيم، قال: حدثني محمد بن النصر الملائي، وكان من خيار الناس، قال: حدثني مولى لبني والبة من جند بني أمية، قال: كنت فيمن يحرس خشبة زيد بن علي @ وكانوا قد بنوا له إسطوانة من جص وأجزاء حتى بلغت رجليه، وكان رجلاً جميلاً جسيماً.
  فإني لأنظر إليه إذ غلبتني عيني، وما أنا بالنائم المستقل إذ نظرت إلى رجال كأن وجوههم الأقمار تلمع من ثيابهم الأبصار، قال: فقال رجل منهم: السلام عليك يا زيد، قال: وعليك السلام يا رسول الله، قال: يا زيد قد قتلت وصلبت، قال: لتكون كلمة الله هي العليا، قال: صدقت يا زيد، أجائع أنت فأطعمك أو ظمآن فأسقيك؟ قال: كلاهما يا رسول الله.
  فرأيت رسول الله قد مد يده إليه وفي يده شبه الأترجة يلقمه، ثم رأيت رسول الله ÷ وفي يده كأس قد بان بها كفّه ÷ حتى سقاه.
  ثم قال له رجل آخر عن يمين رسول الله ÷: فيم قُتلت وصُلبت؟
  قال: لتكون كلمة الله هي العليا.