ترجمة الإمام الأعظم زيد بن علي @
  قال: صدقت يا زيد؛ أبشر؛ فإنك لو تعلم ما أُخفيَ لك، ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
  قال: فقمتُ إلى دابتي، فأسرجتها ثم ركبتها، ثم أتيتُ أهلي فبعتُ دابتي، وتركتُ ديوان بني أمية.
  ومن ذلك: ما رواه بإسناده عن يحيى بن النهدي عن مولى آل الزبير عن أبيه، قال:
  (كان لي صديق من أهل الشام نأتيه ونتحدث عنده، ففقدته ما شاء الله، ثم لقيته بين الحرة والكوفة، فسلمت عليه، وقلت له: جفوتنا وليس نراك، فقال: إني تركت ديواني مع هؤلاء القوم - يعني بني أمية -.
  وذلك أني وقفتُ على نوبة حرس خشبة زيد بن علي @ قال: فمكثنا من الليل ما شاء الله، قال: فكنت بين النائم واليقظان فنظرت النبي ÷ مقبلاً حتى انتهى إلى خشبة زيد بن علي @ فقال له: زيد، قال: لبيك يا رسول الله، قال: قتلوك وصلبوك؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فانزل.
  قال: فجعل يمسح الغبار عن وجهه، ثم قال: فانتبهت فلم أنم حتى أصبحت، ثم عدت الليلة الثانية، فرأيت مثل ذلك، ثم عدت الليلة الثالثة فرأيت مثل ذلك، فأعطيت الله عهداً أن لا أدخل معهم في شيء واعتزلتهم.
  ومن ذلك: ما رواه بإسناده عن جرير بن حازم، قال: رأيت النبي ÷ مستنداً إلى خشبة زيد بن علي @ وهو يقول: هكذا تصنعون بولدي.
  وهو في مقاتل الطالبيين، عن جرير بن حازم بلفظ، وهو يقول للناس: «أهكذا تفعلون بولدي».