مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

إحراقه #

صفحة 116 - الجزء 1

  وقد كان الشيعة يأتون إلى خشبة زيد # فيصلون عندها ويدعون.

إحراقه #

  ولم يكتفِ الأمويون وشيعتهم بأن قتلوا زيداً # حتى أخرجوه من قبره ونبشوه وصلبوه على جذع رمان، ولم يكتفوا بذلك ولم يتعظوا بما حصلت له # من الكرامات الكثيرة حال صلبه، حتى جعلوا لهم حراساً يحرسون خشبة زيد # وكان عدد من يحرسها أربعون رجلاً.

  وبقي الإمام زيد # مصلوباً إلى زمن الوليد بن يزيد، فيكون قد بقي ما يقرب من أربع سنوات؛ لأن الوليد بن يزيد ولي الأمر سنة (١٢٥ هـ) وزيد قتل سنة (١٢٢ هـ)، وقيل: إن الذي أحرقه هو هشام بن عبد الملك الأموي.

  وكان الذي ولي إحراق زيد # بأمر الوليد هو: خراش بن حوشب، وهو الذي جمع الناس للحضور، وجمع الحطب؛ ثم أُنزل زيد # من خشبته؛ وأُلقي في النار حتى أحرقوه، حتى روي أن الناس إنما كانوا ينظرون من بعيد لشدّة النار.

  فلما أحرقوه جاءوا بالهنوطاب وضُرب بها حتى صار رماداً سحيقاً، ثم قُسّم قسمين، فقسم ذُري في البحر، وقسم بعثوا به في مناديل إلى وجوه الناس، ودُفع إلى كل رجل قبضة يذريها حتى أفنوه.

  فإنا لله وإنا إليه راجعون من هذه الفعلة الشنعاء، التي تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا.

  ولعن الله هشاماً ومن أعانه على قتل زيد أو نبشه أو صلبه أو إحراقه.