مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كتاب الإيمان

صفحة 141 - الجزء 1

  فقد صدقوا.

  وإن قالوا: لا ندري، شكّوا في قول اللّه ø، لا يدرون هل ينجز اللّه وعده أم لا؟ فأي أرض أو سماء تسع رجلاً يشهد على ابن آدم الذي اصطفاه اللّه تعالى على خلقه، وسجدت له الملائكة كلهم أجمعون، أنه من أهل النار، ولا يشهدون على أخوين يدعيان الإسلام من أهل زمانهم هذا، لعل أبويهما كانا يدعيان الإسلام، أو كانا يهوديين أو نصرانيين أو مجوسيين، قَتَلَ أحدهما أخاه؟! فسلهم عنهما ألا يشهدون أن القاتل في النار؟

  وقضاءُ اللّه جل وعلا في العباد واحد، ما نهى مَنْ قبلنا عن ذنب - أوجب لمن عمل به النار؛ فعملوا به فأدخلهم به النار - إلا عذب من عمل منا بذنب قد نهى اللّه عنه، فأوجب اللّه تعالى لمن عمل به النار.

  وسلهم عن (داود) حين قال اللّه تعالى: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}⁣[ص: ٢٦].

  وقال تعالى لمحمد ÷: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ}⁣[النساء: ١١٣]، فكانت الأنبياء $ لو اتبعوا الهوى ضلوا عن سبيل اللّه تعالى.

  ولو أن عربياً أو مولى أو نبطياً ممن يدعي الإسلامي استعمله الأمير فقتل الأنفس، وقضى بغير الحق، واتبع الهوى، قلتم: ما ندري لعل اللّه يغفر له، إنه من أهل الدعوة!

  أيشهدون على (داود) أنه لو اتبع الهوى ضل عن سبيل اللّه - ومن ضل عن سبيل اللّه له عذاب شديد - ولا يشهدون على هؤلاء - الذين