كتاب الإيمان
  حلالاً فارددنا إليهما، وإن رأيتنا حراماً ففرّق بيننا وبين أزواجنا، وقالتا المرأتان اللتان طلقهما زوجاهما - إن لم يكن القاضي من المؤمنين: ونحن إن كنتَ ترانا حلالاً فردنا إلى أزواجنا، وإن كنت ترانا حراماً ففرّق بيننا، فعند هذا القضاء تدحض حجتهم، ويضمحلّ باطلهم، ويعمى عليهم أمرهم.
  فسلوا اللّه تعالى الهدى والبصائر والعمل والفقه في دينه، فإنكم قد أصبحتم على ريبة من أمركم يا أهل البدع.
  وسلهم عن رجل ركب فرسه وتقلّد سيفه ثم ذهب فقطع الطريق على المسلمين، فقتل المؤمنين وأخذ أموالهم، وأخذ بالربا، وشرب الخمر، وقذف المحصنة، وترك الصلاة، فإذا قيل له: أرأيتك هذا الذي تعمل حلالاً هو أم حراماً؟ فيقول: لا، بل حرام من اللّه تعالى.
  فسلهم: أهو ممن يشفع له محمد ÷ والملائكة؟ فإن قالوا: لاندري، شكوا فيما أنزل اللّه تبارك وتعالى.
  وإن قالوا: نعم، كذبوا على اللّه تعالى؛ لأن اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: ٢٨].
  وسلهم عن هذا الرجل أكافر هو بالله ورسوله ÷، أم مؤمن بالله تعالى ورسوله؟ فإنهم سيقولون: هو مؤمن بالله ورسوله ÷، فقل: فإن اللّه تعالى يقول: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}[الحديد: ٢١].
  فإن قالوا: لاندري، شكّوا فيما أنزل اللّه تعالى، ولم تطمئن قلوبهم إلى قول اللّه تعالى: إنه سينجز وعده.
  وقلْ لهم: لكني أشهد أنه كافر بالله ورسوله ÷، ولا أقول إن كُفْرَه كُفْر شكّ فيما جاء به محمد ÷، ولكن أقول