مجموع كتب ورسائل الإمام الأعظم أمير المؤمنين زيد بن علي (ع)،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

كتاب الإيمان

صفحة 172 - الجزء 1

  قول اللّه تعالى، وما جاء به رسوله ÷.

  وسلهم عن الذين استأذنوا رسول اللّه ÷، فقالوا: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}، قال اللّه تبارك وتعالى: {وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا}⁣[الأحزاب: ١٣]، قل: هل عرفهم رسول اللّه ÷ حين استأذنوه أم لا؟ فإنهم لا يستطيعون إلا أن يقولوا: لم يأمر بقتلهم ونفيهم.

  وقال اللّه تبارك وتعالى: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا}⁣[الأحزاب: ١٤]، والفتنة: أن يكفروا. وقال اللّه ø: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}⁣[التوبة: ٦٧].

  فيعمد أهل البدع والباطل إلى كل رجل - من أهل قبلتنا - يعمل بالصفة التي سمّاها اللّه تعالى من أعمال المنافقين فيزكونه ... من اسم النفاق ويدخلونه في اسم المؤمنين {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}⁣[التوبة: ٧١]، فخالفوا قول اللّه تعالى في المنافقين والمؤمنين.

  وقال اللّه تبارك وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}⁣[النساء: ١٤٥]، فلو كان المنافقون مشركين لم يكونوا تحت أرجل المشركين في جهنم.

  وقال اللّه تبارك وتعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ٢٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}⁣[الصافات: ٢٢ - ٢٣]، وأزواجهم هم: المشركين الذين كانوا قبلهم، فلو كان المنافقون مشركين لم يحشروا مع المؤمنين الذين {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ